الرئيسية

تصفح ملخصات الكتب

المدونة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

ملخص كتاب لعنة الألفية

لماذا يفشل النشاط التغييري؟

طوني صبغيني

شهد العالم في بداية الألفية الجديدة العديد من الحركات التغييرية ليست في منقطة الشرق الأوسط فقط، بل في قلب بعض الدول الغربية مثل انتفاضة احتلوا وول ستريت بالولايات المتحدة الأمريكية.

1- ما الذي حدث للنشاط التغييري؟

تنوعت الحركات الثورية والتغييرية في القرن المنصرم حيث شهد جيل الستينات الحركات الثورية والطلابية وحركات الحقوق المدنية، كما شهد جيل السبعينات الحركات الراديكالية والنسوية، وشهد جيل الثمانينات جبهات التحرير الوطني، وحركات حقوق الانسان ومناهضة العولمة والإيكولوجيا الجذرية برزت في التسعينات.

وقد شهد العالم في مطلع الألفية الثالثة العديد من الحركات التغييرية المهمة كالانتفاضة الفلسيطينة 2000، حركة مناهضة الحرب الأمريكية 2003، حملة مكافحة التغير المناخي 2009، وحركة احتلوا وول ستريت والحراك العالمي 2011. قد قامت معظم هذه الحركات كردة فعل قصيرة العمر نادرًا ما كانت منظمة بفعل حركات سياسية أو امتلكت رؤية واضحة، وغالبا فشلت في تحقيق أهدافها. الثقافة السياسية الحالية تشهد شكلًا جديدًا حيث استبدل النشاط المباشر ببناء الوعي، الفعالية طغى عليها الهوس بالاهتمام الإعلامي، حل الناشطون المحترفون محل المتطوعين والمناضلين، حتى ميدان النضال انتقل للساحة الإلكترونية، لكن وبالرغم من ذلك ما زالت هذه الحركات تبوء بالفشل.

لعنة الألفية هي مجموعة من الافتراضات والاستراتجيات تقود وتحدد شكل النشاط التغييري، هي ثقافة سياسية للعديد من الحركات والمنظمات والناشطين السياسيين. سنسمي الحركات التي تتبنى هذه الثقافة بالحركات الألفية ليسهل تمييزها عن الحركات الأخرى. لعنة الألفية ليست بالضرورة السبب الوحيد لفشل النشاط التغييري، الدول والشركات والعديد من قوى الأمر الواقع المالية، الدينية والسياسية تتدخل كلما شعرت بأنها مهددة بالخطر.

2- ملك من دون مملكة - الجزء الاول

انحسر النشاط السياسي في العقود الأخيرة على ثلاثة أنواع من التكتيكات تعبر عن ثلاثة أنواع مختلفة من النشاط. هي تكتيك الاحتجاج، تكتيك التخريب العشوائي وتكتيك القرصنة الإلكترونية. أدى قيام هذه التكتيكات على ردات فعل قصيرة وتحولها إلى هدف ذاتها وعقيدة وغياب التنظيم والقادة إلى تقزيم فعالية النشاط السياسي والحد من تأثيره.

للعديد من الحركات التغييرية حول العالم يعد تكتيك الاحتجاج السلمي بأشكاله المختلفة هو وسيلة مقدسة للتغيير. ويعتقد الجميع الآن أن الاحتجاج هو الأداة التي لا تقهر لتحقيق التغيير السياسي. على الرغم من أن مفهوم الاحتجاج في حد ذاته لا يعبر عن نشاط إيجابي أو سلبي؛ فهو وسيلة تعتمد في نجاها على السياق. وهنا يكمن مربط الفرس حيث يوجد عديد من العوامل تؤثر بشكل مباشر على أي نشاط سياسي وهي طبيعة القضية، وأهداف الحركة التي تقوم بالاحتجاج، وعدد المشاركين في النشاط السياسي، وطبيعة القوى المنخرطة في الصراع، وتعامل السلطة مع الناس في الأيام العادية قبل مرحلة الاحتجاج، والنتائج المحتملة لمختلف أطراف الصراع وهل لدى الحكومة سجل يظهر استماعها للاحتجاجات، قمعها لها؟ أو تجاهلها بشكل عام؟

ويجب أن نلحظ أن هناك خطأ شائع وهو افتراض المنخرطين في العمل السياسي أن السياسيين سوف يستمعون إلى مطالب الناس بمجرد خلق جلبة وتسليط الضوء على القضايا. بالفعل تكتيك الاحتجاج قادر على تسليط الضوء على القضايا ولكن ليس بالضروة أن يؤدي إلى حل المشكلات فقد أصبح السياسيون واثقين أنه يمكنهم تجاهل هذه الضجة والجلبة، فالعامل الأهم لتحقيق الاستفادة من الاحتجاج هو وجود التنظيم والحركات القادرة على متابعة القضية على المدى الطويل والتصعيد إلى أشكال أخرى من النشاط إن لزم الأمر كتحويل القضية إلى مادة انتخابية. في غياب مثل هذه الأشياء، لن يكون الاحتجاج سوى ضجة من دون نتيجة ملموسة على أرض الواقع.

كما تهمل حركات الألفية العمل البنيوي طويل الأمد المرتكز على التثقيف وبناء الوعي والتنظيم والدعم وبناء الشبكات الاجتماعية وتستبدله بساعتين من الأدرينالين العالي في احتجاج لا يؤتى ثماره، واثقة بذلك من نجاح هذا الاحتجاج كما نجح سابقًا في العديد من المرات، تاركين خلفهم العديد من الأسئلة الهامة، فكم مرة فشلت الاحتجاجات؟ وتلك الاحتجاجات الناجحة ما هي سياقها التاريخي المؤدي لهذا النجاح؟

فنجاح التجربتين المصرية والتونسية عام 2011 كانتا بسبب عقود طويلة من الصراع السياسي والثقافي وكلاهما استعملتا تكتيكات جريئة أبعد مايكون عن تكتيك الاحتجاج المجرد. على الجانب الآخر، فشل هذا التكتيك في معظم البلدان العربية الأخرى وبعضها تم مقابلته بقمع وحشي فعال من الحكومات في وجه حركات الاحتجاج.

تمجيد هذا النوع من الاحتجاج المجرد دفع إلى تبديد العديد من الأموال و طاقة القوى السياسية والاجتماعية في ظل أنظمة قمعية لا تكترث إلا لمفهوم القوة لا لليافطات والشعارات.

وإذا نظرنا إلى التخريب فهو فعل تدمير الممتلكات والبنى التحتية كوسيلة للتعبير عن موقف سياسي عادة يوصف على أنه عنيف بالرغم من استهدافه للمنشآت لا الأشخاص كما أن الممتلكات المستهدفة تعود عادة للكحومة أو الشركات الكبرى. التخريب هو الكأس المقدسة للعديد من المنظمات الراديكالية، وفي ظل غياب التنظيم والأهداف الاستراتيجية والاعتماد على الارتجال خلال عقود من في أوروبا وأمريكا الشمالية تم تدمير المقاهي وسلاسل المطاعم وواجهات المحلات الفخمة وهو ما لم يؤدِّ إلى تغيير حقيقي ملموس. يمكن للتخريب أن يكون فعالًا جدًا في ظل أهداف محددة وفي سياق محدد جدًا. كما مع الاحتجاج. الإصرار على التخريب كهدف من دون أخذ السياق بعين الاعتبار يلهي التفكير النقدي حول جدوى التخريب في تلك اللحظة وعن القيام بعمل حقيقي طويل الأمد ويغذي التفكير اللااستراتيجي المنتشر بين حركات الألفية، كما أن يحمل في طياته مخاطر على السلامة الشخصية للأفراد الذين يقومون به دونما فائدة اللهم إلا ارسال رسالة للنظام مصحوبة ببعض الجلبة.

3- ملك من دون مملكة - الجزء الثاني

4- النضال على كوكب آخر: مشكلة محورية الإنترنت في النشاط السياسي

5- ظاهرة الناشط المحترف

6- أنكون كالماء أم كالصخر؟ معضلة اللاتنظيم في النشاط التغييري

7- انتظار القيامة الجماهيرية ومعضلة الحلول الفردية:

8- مشكلة غياب المقاربات المنهجية الكبرى في الحركة التغييرية

9- أزهار أم بنادق؟

10- لماذا البعد الروحي أساسي للتغيير الشامل؟

اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان

ملخصات مشابهة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت

حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان